وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله
ذكر جملة فوائد مهمات
مرتبطة بدلائل الخيرات
الفائدة الثامنة : في أخذ بعض الأولياء كتاب دلائل الخيرات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
قال الشيخ التقي النبهاني رحمه الله تعالى[1] :" قال شيخنا شيخ السنة الإمام العلامة الشيخ حسن العدوي المصري في حاشيته " بلوغ المسرات على دلائل الخيرات" : وكفى هذا الكتاب شرفا، حيث بلغ في الانتفاع والقبول ما تحار فيه العقول، كيف لا وقد أخذه بعض العارفين عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، قال شيخ مشايخنا وأشياخهم الإمام السُّجاعي في حاشيته لهذا الكتاب، نقلا عن شيخه القطب الغوت الإمام محمد الحفني : قد أخذتُ هذا الكتب بطريق الظاهر عن شيخنا العلامة محمد البُدَيري الدِّمياطي، وهو عن القطب الغوث محمد بن أحمد المكناسي، إلى آخر السند عن المؤلف. قال: وأخذتُه بطريق الباطن عن ولي الله تعالى سيدي محمد المغربي التلمساني، قال: أخذته بطريق الباطن عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام السجاعي المذكور: وقد أخذته أيضا عن شيخنا الملاذ الأفخم والسيد الأكرم، الشيخ عبد الوهاب العفيفي، وهو يرويه عن سيدي محمد الأندلسي، وهو قد أخذه بطريق الباطن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.
وقال العلامة سيدي محمد بن جعفر الكتاني رحمه الله في سلوة الأنفاس عند ترجمة الصديق الفيلالي : " ومنهم الولي الصالح، ذو الهدي الواضح، سيدي الصديق الفلالي، كان رحمه الله أُمِّيّاً، وكان يحفز دلائل الخيرات عن ظهر قلب، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّمه إياه مناما، كان يقف عليه فيعلمه صلاة منه فيستيقظ فيجد نفسه قد حفظها، ثم يقف عليه فيعلمه صلاة أخرى، وهكذا حتى حفظه بتمامه".
الفائدة التاسعة : منزلة كتاب دلائل الخيرات واعتكاف الناس عليه :
يُعَدُّ كتاب دلائل الخيرات من أفضل وأجل الكتب المؤلفة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أدل على ذلك من القبول الذي كتبه الله له بين الناس مغربا ومشرقا، بحيث أكب الناس على قراءته في كل الأقطار، وعكفوا على ترداده ومذاكرته في جميع القرى والأمصار.
ولله در القائل :
نور الدلائل في البرية مشرق *** وروائح الأسرار منه تعبق
يا حسنه من جامع صلواته *** آيات فتح بالهداية تخفق
أهل الصلاة على النبي قد أكثروا *** في جمعها وتنافسوا وتأنقوا
لكن عناية ربنا حقا قضت *** أن الجزولي شأوه لا يلحق
لا غرو أن يعلو الجميع لأنه *** قطب الزمان وغوثه المتحقق
إن الدلائل نعمة أكرم بها *** من نعمة حب الحبيب تحقق
فاعكف عليه ملازما إن شئت أن *** ترقى المعالي والنفائس تسبق
فمن اعتنى به حق له الهنا *** وللأمن في يوم القيامة يعتق
ما إن يلازم ذكره إلا فتى *** ذو همة وعناية وموفق
فالله يجزي ربه عن صنعه *** خير الجزاء وإن ذا لمحقق.
وقد مرت معنا في التقديم كلمة العلامة الحافظ المرتضى الزبيدي في الدلائل.
وكذا كلمة الشيخ حاجي خليفة صاحب كشف الظنون.
وقال العلامة محمد المهدي الفاسي في ممتع الأسماع:" وكتابه المذكور قد نفع الله به العباد، وأقبل الناس عليه، وسار فيهم مسير الشمس والقمر، واشتهر في البدو والحضر، وأكبوا عليه في مشارق الأرض ومغاربها دون غيره من كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على كثرتها وأسبقيتها، ويجدون له بركة ونورا"[2].
وقال الشيخ حمدون الطاهري في تحفة الإخوان ومواهب الامتنان :" وكفاه هذا التأليف العظيم شهادة على سمو قدره، ونمو فخره، وأثر كسوة قلب مؤلفه عليه ظاهر، ومنه لائح، وشدة شغفه بالنبي صلى الله عليه وسلم وتهالكه في حبه منه واضح، ويح الجنان والعطر منه ساطع وفائح، يستنشقه كل عارف وولي صالح "[3].
وقال العلامة الغزال في منبع الأسرار بعد أن عرف بالشيخ رضي الله عنه : " وهو مؤلف دلائل الخيرات، وكفاه هذا التأليف العظيم شهادة على سمو قدره، وقد ألف كثير من العلماء كتبا كثيرة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا أقبل الناس إلا على هذا الكتاب المبارك، وقد عم جميع الأقطار شرقا وغربا، وذلك من بركته وبركة مؤلفه رضي الله عنه"[4].
وقد ذكروا أن من بركات هذا الكتاب : أنه يفيد النور.
وأنه من أعظم أسباب قضاء الحوائج، وأن مما جربه غير واحد فصح؛ أن من قرأه أربعين مرة لقضاء الحوائج، وتفريج الكروب، قضى الله حاجته، وفرَّج كربه.
وأن من بركاته أيضا: فتح أبواب الخير والسعادة والغنى لمن أكثر من قراءته، ومن أعظم ذلك : رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، لمن داوم على قراءته وأكثر، كما هو مجرب عند أهل الخير والصلاح[5].
ومما أنشدوا فيه : ما قاله الإمام الرُّحَّلَةُ الصالح العلامة عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي رحمه الله تعالى :
عليك بما يحويه هذا المُؤَلَّف *** ففيه غنى الدارين إن كنت تعرف
فلازمه واستمسك به إن تكن فتى *** لديك غلى حب الرسول تشوف
حوى صلوات طيبات كثيرة *** على المصطفى أزهارها منه تقطف
فمنها الذي قد أنشأته أئمة *** وأخرى أتت فيما رووه وصنفوا
دلائل خيرات فدائد نعمة *** شوارق أنوار بها تتشرف
ينابيع رحمة موارد حكمة *** حدائق جعلت من الله تزلف
وجامعها فرد الزمان وغوثه *** أقر له بالفضل من هو منصف
له في مقامات اليقين تمكن *** وسر خفي في المعارف يلطف
جزاه إله العرض عن جمعه الذي *** به يترقى السالك المتصوف
فلا تعدون عيناك عنه فإنه *** كتاب بأنوار الفضائل يعرف
لقارئه الحسنى غدا وزيادة *** وقرب مكين بالمواهب ينطف
الفائدة العاشرة : شروح دلائل الخيرات :
رزق الله تعالى كتاب " دلائل الخيرات " القبول التام عند العامة والخاصة، فكما أقبل عليه الهائمون بذكره صلى الله عليه وآله وسلم حفظا وتلاوة ومذاكرة، عكف عليه العلماء بالشرح والتحشية والتقييد، لتجلية معانيه، وتحلية مبانيه.
ومن أبرز تلك الشروح:
1- الأنوار اللامعات في الكلام على دلائل الخيرات، للعارف الفاسي رحمه الله تعالى ، المتوفى سنة 1036 هـ، وقد يسر الله لكاتب هذه السطور العناية به وتحقيقه.
2- مطالع المسرات بجلاء دلائل الخيرات، للعلامة محمد المهدي بن أحمد الفاسي، المتوفى سنة 1109هـ. وهو أفضل هذه الشروح، وعليه العمدة كما قال صاحب كشف الظنون[6].
وهذا أحد ثلاثة شروح له، وهو الشرح الموجز له، وله شرحين آخرين كبير ومتوسط.
3- شرح دلائل الخيرات، لمحمد أبي الغيث الكمراني التونسي القادري، المتوفى سنة 1031هـ [ هدية العارفين :6/272].
4- تفريج الكرب والمهمات بشرح دلائل الخيرات، للشيخ عبد المعطي بن سالم بن عمر الشبلي السملاوي الأزهري، المتوفى عام 1127هـ [ الأعلام (4/155)].
5- منتج البركات على دلائل الخيرات، لمحمد بن إسماعيل الشهير بالريحاني الرومي الحنفي، المتوفى سنة 1158هـ [ هدية العارفين (6/326)].
6- استجلاب المسرات في شرح دلائل الخيرات، للفاضل الأزميري المتوفى سنة 1165هـ [هدية العارفين(6/328)].
7- تيسير الدلالات لشرح دلائل الخيرات، لمحمد شاكر بن صنع الله الانقروي الرومي فرغ منه سنة 1172هـ. [إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (3/343)].
8- تيسير الدلالات لشرح دلائل الخيرات، لمحمد شاكر بن صنع الله الأنقروي، فرغ منها سنة 1173هـ.[ هدية العارفين (6/485)].
9- أنفع الوسائل في شرح الدلائل، لناصر الدين أبي البركات عبد الله بن الحسين بن مرعي السويدي البغدادي الشافعي، المتوفى سنة 1174هـ.[ الأعلام (4/80)].
10- بدء الوسائل في حل ألفاظ الدلائل، لأحمد بن محمد السجاعي، المتوفى عام 1199هـ [ إيضاح المكنون (1/167)].
11- المنح الآلهيات فى شرح دلائل الخيرات، لسليمان بن عمر المعروف بالجمل، المتوفى عام 1204هـ. [ إيضاح المكنون (4/575)].
12- شرح دلائل الخيرات، لعبد الصمد بن حسن البرزنجي الحسيني، المتوفى عام 1220هـ [ معجم المؤلفين (5/235)].
13- تخريج أحاديث دلائل الخيرات، لمحمد بن أحمد الجليلي المعسكري، المتوفى عام 1238هـ.[ الأعلام (6/18)].
14- بهجة المسرات بكشف دلائل الخيرات، لحسن العلوي البكري، فرغ منها سنة 1252هـ. [إيضاح المكنون (3/203)].
15- تخريج أحاديث دلائل الخيرات، لمحمد بن أحمد المعسكري الجزائري، المتوفى عام 1238هـ [الأعلام (6/18)].
16- بلوغ المسرات على دلائل الخيرات، لحسن العدوي الحمزاوي، المتوفى عام1303هـ [ ذكره النبهاني في الكتاب الآتي ].
17- شرح دلائل الخيرات، لأحمد بن عقيل الزيتيني مفتي حلب، المتوفى عام 1316هـ [ معجم المؤلفين (1/313)].
18- الدلالات الواضحات على دلائل الخيرات، ليوسف بن إسماعيل النبهاني المتوفى عام 1350هـ ، وهو شرح مطبوع.
19- إتمام النعمة وسبيل الشفاعة والنجاة بكشف القناع عن ألفاظ دلائل الخيرات، لأحمد بن محمد الفجيجي [ النعم الجلائل بالتعريف بمولانا مؤلف الدلائل (ص:13)].
20- الأزهار المنيرات في شرح دلائل الخيرات، لمحمد بن محمد السالك المراكشي[ النعم الجلائل بالتعريف بمولانا مؤلف الدلائل (ص:13)].
وغيرهم كثير.
[1] - الدلالات الواضحات (ص:48).
[2] - نقلا عن (ص:65).
[3] - المصدر السابق (ص:66).
[4] - المصدر السابق (ص:67).
[5] - انظر : النعم الجلائل (ص:71).
[6] - (1/759).
انضم إلى مجموعة مدوناتي